مطعم المناخ الجبيل
موت الفجأة للشباب قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع) وذكر منها: (عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟). فَقه شباب السلف تلك المعاني حتى قال الحسن البصري رحمه الله: أدركت أقوامًا كان أحدهم أشحّ على عمره منه على درهمه. قال ابن عَقِيل الحنبلي رحمه الله: إني لا يحلّ لي أن أضيّع ساعة من عمري، حتى إذا توقّف لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة؛ أعملت فكري في حال راحتي وأنا مُسْتطرِح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطّره. ولهذا خلَّف رحمه الله آثارا عظيمةً ككتاب الفنون الذي قيل عنه: إنه بلغ ثمانمائة مجلد حتى قال عنه الذهبي رحمه الله: لم يُؤلَّف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب.
ذوق الموت يقول الله تعالى "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ" معنى الذوق هو إحساس الإنسان بألم الموت، والمعني كل نفس ذائقة مقدمات الموت ولذلك يأتي على الإنسان وقت يدرك أنه لا محالة فيه فقد بلغت الروح الحلقوم. موت الفجأة من علامات الساعة عن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي قال: "إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة)، كما رواه الطبراني والألباني، كما ورد عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ؟ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ». كيفية الاستعداد لموت الفجأة الأصل أن يكون المسلم على استعداد تام للموت بأن يكون على طريق الله فى كل وقت، والصالحين والطائعين لايُخاف عليهم من موت الفجأة أما العصاة والمذنبون هم من يخاف عليهم من ذلك، وأحاديث الاستعاذة من موت الفجأة هي بمثابة جرس إنذار للغافلين عن طريق الله تعالى حتى يستقيموا. من عاش على شىء مات عليه فمن عاش حياته على فعل الطاعات والعبادة لله يختم الله له بالخاتمة الحسنة حتى وإن فعل بعض الزلات والمعاصى دون قصد منه وفقه الله إلى التوبة قبل الموت.
الإيمان والإصلاح ، سواء كان الإصلاح للنفس أو للغير. تقوى الله -تعالى- في السرّ والعلن ، ويكون التقوى بفعل كل ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه. اجتناب الكبائر والمعظّمات من الذنوب ، قال تعالى: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا). [٨] اتّباع هدي النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وكل من تبعه من المهاجرين والأنصار. الابتعاد عن ظلم الناس والبغي والعدوان عليهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم. إحسان الظن بالله، والالتجاء إليه، والتوكل عليه حق التوكل، ولا يكون التوكل على الله فقط في أمور الدنيا من كسب الرزق ونحوه فحسب، وإنما في الثبات على الدين، والتوفيق إلى الطريق المستقيم. [٩] التضرع إلى الله ، والإلحاح في الدعاء بصدق وإخلاص أن يختم الله للعبد على خير، وأن يرزقه حسن الخاتمة. [٩] سكرات الموت إن للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين يحتضر، والمقصود بسكرات الموت؛ كرباته وغمراته، وقد وُصفت سكرات الموت بأنه لو لم يكن في حياة الإنسان كرب ولا هول ولا عذاب إلا سكرات الموت؛ لكانت كافية بأن تنغّص عليه معيشته، وتكدّر عليه صفوه وسروره.
بل نرجو للمؤمن من هؤلاء أن يكون من الشهداء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد والغرِق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والحَرِق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد) متفق عليه. ومعلوم أن منهم من مات بالحرق ومنهم من مات غرقاً ولكن لا خلاف بين أهل العلم في أنهم يغسلون، وقد روت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر" رواه أحمد وغيره. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل المسلمين منهم في الشهداء.... هذا..... والله تعالى أعلم.
صدى البلد
sandraswens.com, 2024 | Sitemap