مطعم المناخ الجبيل
بعض ما في قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده) من الفوائد: الأولى: أهمية المحافظة على الجوارح التي استأمننا الله عليها. الثانية: حرمة دم المسلم وعرضه إلا بحق. الثالثة: نقصان إسلام المرء بقدر ما ينال من عرض ودم أخيه المسلم بغير حقٍّ. الرابعة: حفظ حقوق الغير من مسلمين وكفار، بموجب الشريعة الإسلامية، والله أعلم. [1] إن كان الشيخ: يريد بقوله: وفيه أي: في الباب، فصواب، وإن كان يريد في "الصحيح"، فوهم؛ لأن حديث أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ، أخرجه الترمذي (2627)، ولم يخرجه أحد صاحبَي الصحيحين، والله أعلم، وقد جاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عند "البخاري" برقم (10)، و"مسلم" (161)، وعن أبي موسى رضي الله عنه في "البخاري" (11)، و"مسلم" (162)، وعن جابر في "مسلم" (41)، والله أعلم.
الثاني: من سلم المسلمون من يده، فلا يعتدي عليهم بالضرب، أو الجرح، أو أخذ المال، أو ما أشبه ذلك، قد كف يده لا يأخذ إلا ما يستحقه شرعًا، ولا يعتدي على أحد، فإذا اجتمع للإنسان سلامة الناس من يده ومن لسانه، فهذا هو المسلم. ونعلم من هذا الحديث: أن من لم يسلم الناس من لسانه أو يده، فليس بمسلم، فمن كان ليس لهم همٌ إلا القيل والقال في عباد الله، وأكل لحومهم وأعراضهم، فهذا ليس بمسلم، وذلك من كان ليس لهم همٌ إلا الاعتداء على الناس بالضرب، وأخذ المال، وغير ذلك مما يتعلق باليد، فإنه ليس بمسلم. هكذا أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- وليس إخبار النبي ﷺ لمجرد أن نعلم به فقط، بل لنعلم به ونعمل به، وإلا فما الفائدة من كلام لا يعمل به، إذا فاحرص إن كنت تريد الإسلام حقًا على أن يسلم الناس من لسانك ويدك، حتى تكون مسلمًا حقًا، أسأل الله تعالى، أن يكفنا ويكف عنا، ويعافنا ويعفو عنا، إنه جواد كريم. الحمد لله رب العالمين اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال مواضيع ذات صلة
sandraswens.com, 2024 | Sitemap